إلى أعضاء دلـع البنات
الســــلام عليــــكم ورحمة الله وبركاتة
سأحكي حكايتي مع تلك الروح الطاهرة، مع تلك البسمة الباهته اللون،
مع تلك الآمال المتحطمة تحت شظايا الألم والقهر، مع أناس لا ترحم ولا تعرف
لمعنى الرحمة في قلوبهم شيئاً...سأترككم مع القصة.
في لحظة ازعاج صافرة المدرسة وخروج الطالبات ما بين الحصص، أتت لي
مشرفة المدرسة وهي في حالة غضب وانزعاج فقالت:
هنالك فصل معلمته غائبة، هل لكِ أنت تذهبي إليه وتكوني احتياط..!
ابتسمت لأهدء من غضبها، وقلت: لكِ ما تشائين.
لم أحبذ أن اذهب لذلك الفصل لوحدي، لأنني لم أدرس ذلك الفصل من قبل،
فطلبت من صديقاتي أن نذهب سوياً لنتجاذب أطراف الحديث ولا يتسلل الملل إلى قلبي.
ذهبنا لذلك الفصل وأدخلت الطالبات، ما بين متضمرة من دخولها للفصل،
وما بين مبتسمة وضاحكة.
اكتمل عدد الطالبات، أغلقت الباب ... وقلت: تحدثن بهدوووء.
جلست انا وصديقاتي خارج الفصل، ونحن نتحدث تعالت أصوات ضحكاتنا،
وفي تلك اللحظة أخرجت طالبة رأسها من خلف الباب، وعلى وجهها ملامح الألم والبؤس.
فقلت لها: ماذا تريدين يا ..م..
قالت: سمعتكن تتضاحكن فأردت أن نتحدث معكن ونتسلى سوياً.
في البداية ترددت أن أدخل للطالبات وأتحدث معهن كما أتحدث لصديقاتي..!!
ولكن ماهي إلا ثواني فقررت أن ادخل إليهن ونتبادل أطراف الحديث معهن.
دخلت الفصل وأغلقت الباب علي أنا وهن وصديقاتي، وتحدثنا وتناقشنا في بعض المواضيع
وجدت أن هنالك عقول ناضجة، ومواهب رائعة في الطالبات... ولكن يحتجن إلى من يتقرب إليهن.
ليس هذا موضوع حديثي الذي أريد أن اطرحه عليكم، ولكن ما أردت أن أطرحه
هو أن الطالبة ... م .. ( ذات ملامح الألم) قامت بالحديث معنا في مواضيع لم تكن في الحسبان.
سألتني: يا أستاذه ... ما الذي تتمنينه في هذه الحياة؟
فأجبتها عن سؤالها... فبتسمت وبدى عليها أنها تريد أن أُُبادلها نفس السؤال
فلم أتردد وسألتها: وأنتِ ماذا تتمنين في هذه الحياة..؟؟ *_*
فأجابت بإجابه لم تكن في البال وقالت: أتمنى أن تكون الجدران من زجاج،
واتمنى أن يكون هناك جزاء راادع قااطع قاضي بموت كل من يتعدى (جنسياً) على الآخر ...
في هذه اللحظة بدى على ملامح وجهي التعجب، تبادلنا النظرات أنا وصديقاتي.. لم أستطع التعليق.!!
قفزت طالبة أخرى.. وقالت: وأنااااا يا استاذه أريد أن اقول ما أتمناه..فقالت
ولكن ما زالت أمنيه الطالبة ...م ... في ذهني لم تتزحزح، والأفكار تتزاحم في مخيلتي .
لماذا هذه الأمنية؟؟؟؟؟
وما هي إلا دقائق إلا وصافرة نهاية الحصة قد أُطلقت.. خرجت وكلي أمل أن أعود للطالبة ....م ..
واسألها عن ما قالته.
أفكار في ذهني كادت أن تقتلني، لم أستطع أن أنسى تلك الطالبة، لا أعلم ما الذي جذبني لها
وما الذي جذبني نحو سؤالها؟
وفي الحصة الأخيرة عندما أعلن جرس المدرسة إنتهاء الدوام لهذا اليوم، استعديت للخروج.
وإذا بالطالبة ..م.. قد أتتني في غرفتي.
سعدت جداً لعودتها ورؤيتها مرة أخرى.. ابتسمت .. ولكن هي لم تبتسم..!
قلت أهلا بك يا ..م.. ، قالت: يا استاذه قد تستغربين مجيئي لكِ في مثل هذا الوقت
ولكن أعلم تماما العلم أن ماهي إلا أيام وسأودعكم إلى الأبد.
وأحتاج أن اتحدث معكم وأخرج كل ما في جعبتي من الألم والأسى.
أظهرت حماسي لما ستقوله ورحبت به .. فقالت: أبي قد طلق أمي منذ زمن،
وأصبحت أنا وأختي المسؤولتين عن البيت، وتحملنا مسؤوليه أكبر من حجمها،
وفي ليلة لم تعرف عيني فيها النوم، وفي عمر 13 سنه
أتى خال لي ومعه ثمانية من الرجال ومن بينهم ابن عمي..!!
تعدى علي خالي وابن عمي والثمانيه رجال ..
ولم أكن لوحدي في ذلك الوقت
وإنما أنا واختي وأثنين من أخواني، لن انسى ما حدث لي في تلك الأيام
لن أنسى أن خالي في يوم من الأيام قد رمى الحجارة أمامي وفي طريقي
لن أتخلى يوماً عن فكرة الإنتقام منه، وعن فكره كسر نفسه وإذلاله كما كسر نفسي.
سأبني بالحجارة التي وضعها في طريقي سلماً لتدمير حياته والقضاء عليه.
وما يقيد ناري ويلهب الجمر في صدري.. هو أن خالي يدعي التدين .. ويظهر للناس علامات
الإلتزام والأحترام.. وهو في داخله لا يملك للرحمه في قلبه مكان..
وجدت عند خالي في غرفته أشرطه خليعة له، ووجدت ما يدل على فسقه ورذالة نفسه.
لا أستطيع أن أصرخ، ولا أستطيع أن أخبر أحد بما حدث لي، ولا أستطيع أن أقول لأمي وأبي
ما في قلبي .. لانهم لن يصدقونني .. أحس أن العالم من حولي يقتلني بنظراته لي.
في هذه اللحظه لم استطع أن اقول شيئا.. غير أنني قلت لها يا عزيزتي ..م.. تعالي غداً وسأناقش معك
هذا الموضوع.
فماذا أفعل وماذا وماذا أقووول .............. أنجدووووني؟